30‏/11‏/2009

مغلقة انتصارا لتدوين الكلمة الحرة





27‏/11‏/2009

كل عام وحنا وبصوب والخير بصوب


(اللي ما له خلق يقرأ يروح لي آخر كم سطر)
خلوني أكتب بالكويتي هالمرة
لي ضاقت فيك الوسيعه ما لك الا لسانك الاصلي

من فترة وأنا مو قادر أكتب بسبب ماني قايل الإحباط فمو بس تعودنا عليه الا نتجاهلة علشان نستمر ولكن بسبب الخوف الشديد اللي بقلبي. وما هو خوف على نفسي والا على شيء معين كثر ما هو على الديرة اللي تتفكك قدامي. طبعا لي اللي أخاف عليه شخصيا فالكل وراه عياله وأهله قبل نفسه لكن السكوت اليوم يخرب ديرتهم مستقبلا. ما كان لساني اللي مربوط الا قلبي اللي مزحومة فيه الأفكار وكل منها سكر على الثاني وما طلع شيء بالرغم انه على طرف لساني...

ولله الحمد مهما وصلت فينا الأمور الا بالنهاية حنا بالكويت. "بالكويت". تدرون شنو الكويت؟ الديرة اللي أسرتها الحاكمة وأهلها متناسبين ومتشاركين بأمور كثيرة. الديرة اللي كبيرها وصغيرها يقعدون بديوانية وحدة وعلى طاري الديوانية هي أيضا اللي بدواوينها السني يحط على الشيعي ضغاط لي الفجر والحضري يحط على البدوي والعكس لي نص الليل والكل يضحك وحبايب. الكويت اللي ما "وخذت" لا بسيف ولا بمنسف. الكويت اللي صدام الله يلعن ذكراه بجيشة وتعذيبة ما قدر يطلع كويتي واحد يعترف بحكمة ويتعاون معاه. الكويت اللي حتى "معارضتها" قالوا ما فيه الا الصباح للكويت. هذه الكويت وهذا الكويتيين. طبعا محنا المدينة المثالية الخيالية لكن بحلوها وبمرها وغبارها وبجلاحها فهي ديرة أمي وأبوي. هي ديرتي. هي عزوتي. وأنا عزوتها ان شاء الله.

بصراحتي الكويتية أكتب اللي يمليه علي ضميري. بدون محاباة لأحد. لا تيار ولا شيخ ولا حتى مجموعتي الإجتماعية اللي البعض يصر أنه يقسمنا حسبها. لما أشوف الكويت تنتهك شلون ما أكتب؟ لي كان شيخ مثل علي الخليفة أقولها وياما قلناها. لي شفت فساد من أحمد الفهد أقولها. لي شفت حدس تدبك على جروح ديرتي أقولها. لي شفت سعدون حماد يطق تحية للفاسدين كالعادة أقولها مثل ما أقولها لما أشوف اهتمامات القلاف طائفية. بالنهاية الظاهر ان هذه هي المشكلة. شلون حنا يا مدونين ما لنا حسبة سياسية. شلون نقول الحق لو وين كان! يعني ما لنا أحد نحتمي فيه ونسنده دايم ويسندنا دايم؟ غير الله والحق اللي أمرنا فيه لأ ما لنا وهذه ميزة مو عيب. ولو أن البعض من اللي تعودوا على السياسية ونظام التقسيم واللعب الوسخ يقولونها أشكرة "ترا ما لك تيار ولا قبيلة تحميك ولا انت تاجر ولا شيء"! ردي عليهم :الله مو كافي؟ البعض يضحك كأن اللي قلته يضحك وهنيه طبعا تشوف القناعات والإيمان فيها. طبعا يشوفونا سذج بهالقناعات. اذا الإيمان بالصح والغلط والإصرار على العيشة بهالاسلوب وتربية عيالنا على القيم سذاجة... نعم حنا سذج عسى الله ما يحرم الديرة من السذاجة وما يصير الكل متمصلح ولا "من صادها عشا عياله" القناعة السائدة.

بالكويت مشينا من السيء الى الأسوء. من الخدمات السيئة الى الفساد التام في أغلبها. من بعض الواسطة الى القناعة العامة بالشعب بصحتها. من موظفين فاسدين الى وزراء. من وزراء الى ... والا بلاش. قدام عيونا رشاوي وتهاون بالقانون وتعاون ضد البلد وشعبة... والبعض يبينا نسكت. اذا ما تكلنا هالحين متى نتكلم والكلام أضعف الإيمان. خمسة مليون منيه و200 ألف مناك وشيك عذرة لمبرة خيرية بعد ما كان ما فيه شيكات أساسا وبعدها المزيد من الشيكات وأراضي لنواب مستذبحين للدفاع عن الحكومة ورئيسها بشكل غريب غير مفهوم الا بعد ما انكشف السبب ويا ترى ليش فيه المزيد من المدافعين باستذباح ما يندرى؟ لكن الديرة صغيرة وما ينخش فيها شيء. قدام عيونا الإعلام أبدا ما هو نزيه الا متحيز كل واحد بصوب اللي مع تيار واللي مع تاجر واللي كوش عليه رئيس الحكومة. يتحدون مو على الحق أو حتى المهنية الا يتحدون على عدم تغطية الأحداث اللي تضر مصالحهم (اليوم والأمس بتجمع "لا للخرافي" ويغره الكثير)... وتعال اضرب بالشعب. قسم بلا حسيب ولا رقيب. ادعم قنوات جديدة ما همها الا الاستفادة الشخصية لمالكها الجاهل عن طريق سمع وطاعة المعازيب. اقسم بلد على نفسة حتى وان كانت بشكل مفضوح المهم البقاء السياسي. اليوم لازم نقتنع أن الأشخاص فوق القانون والظاهر فيه قانون غير المكتوب لازم نقتنع فيه. وصلت فينا بالكويت... كويت أمي وأبوي... الى محاربة الكلمة ومحاولة الإرهاب الفكري. من محمد عبالقادر الجاسم اتفقنا معاه والا لأ لي المحامي فيصل اليحيى اللي ما قال الا ضميرة بشكل قانوني وبعدها المدون حاكي عقالي ولاني مكثر عن الأخير علشان لحد يقول فزعة لربعهم. الفزعة للمبدأ مو لأي واحد من المذكورين. الفزعة للديرة مثل ما نبيها مو مثل ما حنا خايفين منها. مطلوب سكوتنا؟ ما رد لي الروح بعد غصة قبلي وأنا أشوف التعمد بتقسيم الديرة وتحريض الشعب على بعضة وجهات رسمية تلاحق ناس مو منصاغة مع السلطات كأننا بسوريا الله يعينهم على البعث الا يوم اني شفت المدونين كالكويتيين الشجعان اللي هذا هم بالفعل بوجه المصاعب جمدوا ومع بعضهم وقفوا وبوجه التخويف قالوا لأ ومع الحق وقفوا. كفوا! شيء يثلج الصدر. مو علشان الأشخاص الا علشان الرسالة توصل اننا ثابتين ان شاء الله على مبادئنا. ولو من غير دعم سياسي ولا غيره. الحق الله يدعمه والكويت لها عيالها والناس لبعضها. وللي يبي يفرقنا ويخوفنا لا تاخذ كلامي رد عليك خذ الرسالة من اجمالي المدونات. يوم انكم روضتوا أغلب الجرايد التدوين لازال حر والا الناس ليش تتجه له وحنا ليش نكتب فيه وانتو ليش مستائين منه لهالدرجة. ما نكتب لشهره والا ما كتبنا بدون أسامينا. نكتب لكشف الفساد "لو منو كان وراه". والله أكبر اذا كان هذا الل مو عاجبكم.

ياللي بتسكنا استح على دمك شوي. فكر بكونك كويتي وعيالك وعيالي بيتناصفون ديرة وحدة. فكر بالحق ترا مو عيب ولا فات الفوت. الكويت الباقية مو انت ولا أنا ولا معزبك ولا التدوين ولا شيء غير وجه الله.

اذا قرقت على راسكم شوي سامحوني. قلت استخدم الكلمة الحرة مدامها ليلحينها موجودة. وخلاصة الكلام... محد بيسكر بوزه وللحق طلابه. الكويت فوقي وفوقك والله فوق الجميع.

عاد كنت مزهب ذيك المقالة لكن مو مشكلة... نخليها لبعدين لأننا ما راح نسكت. كل هذا أصلا ما صار الا بعد ما شابه اليوم الأمس يوم طالبنا كشعب واحد متحد بنبيها خمس ("أوووه ذبحونا هذول بنبيها خمسة"). لو نساهم بكتابة الكراهية والتقسيم كان استقبلونا بمكاتب وزاراتهم لكن لكل حدث حديث فهذه مو آخر مقالة نكتبها ان شاء الله.

ولو ان العيد احساس بالفرحة مو مجرد تاريخ بالرزنامة
واللي نحسه أبدا مو عيد
الا اننا نغتصب الفرحة علشان نهنيكم
كل عام وانتوا يا أهل ديرتي بخير
لا للانقسام... تكاتفنا هو اللي مضايقهم
لا لكسر كلمة الحرية
لا نتخلى عن الكويت اللي نبيها


---
شكرا يا د.حسن (أف شلون أشكر شيعي بالوقت اللي الحكومة تبينه أسبه؟)... هكذا تكسب الإحترام والمصداقية والمودة

24‏/11‏/2009

سوء الإدارة بعين قوية


في مقالي الأخير تفضل شخص غير معرف بالتعليق، المنسوخ أدناه، والذي أعتقد بإمتيازه ليس فقط لما يحتوي من معلومات في نقاطه المرتبة بل أكثر بسبب الرسالة الضمنية التي يحملها من وعي كويتي سياسي. شخصيا لا أعتبر الإنقلاب على الدستور أمرا منتهيا في قناعة السلطة ولو استحال تطبيقه الا أن الرغبة موجودة ورفض الواقع ممكن ويحدث كل يوم بمستويات عديدة. ومن هنا نعتز بمثل هذا التعليق والمعلق وجميع من ساهم في الوقوف والتوضيح للموقف الشعبي بوجه هذا التوجه الذي لم يسرب الا بعد تسليم كتاب استجواب رئيس الحكومة ويا لها من صدفة. ما عليك الا أخذ مؤشرات أخرى مثل استلام عذبي فهد الأحمد لجهاز الأمن الدولة وتوقيته وتعبير الشيخ فهد سالم العلي عن وجهة نظر داخلية منشقة والتي لم تأتي من فراغ وغيرها الكثير من المؤشرات التي لا أريد أن أدخل بها لعدم رغبتي بإحباطكم وإحباط نفسي معكم.

الغريب بالأمر بالنسبة للتعليق هو اختفائه بالكامل من التعليقات والذي لم يحصل من قبل على مر السنين والذي يثير بعض الشك صراحة والله أعلم.

ملاحظة: اتضح لي بعد نشر هذا البوست من بعض القراء الكرام أن التعليق إدناه هو بالفعل إعادة نشر مقال للمحامي محمد عبالقادر الجاسم في مدونته الجديدة من الأسبوع الماضي. شكرا لمن وجهني.

""
الحل غير الدستوري بمعنى تعليق العمل ببعض أحكام الدستور وتعطيل الحياة النيابية مثلما حدث في 76 و86 مستبعد تكراره الآن… لماذا؟

ليس لأن هناك إيماناً بالديمقراطية وبالنظام الدستوري… وليس لانعدام الرغبة عند البعض في اللجوء إلى مثل هذا الخيار الخطير… ولكن للأسباب التالية:

1- الوضع داخل الأسرة في الوقت الحاضر ليس مثل السابق (سمو الشيخ سالم العلي في الخارج ولديه موقف وحسابات وتلميحات/ الشيخ فهد سالم العلي كتب ما كتب في جريدة الراي عن الحل غير الدستوري قبل أيام بالتوافق مع وجهة نظر والده/ الشيخ سعود الناصر أبلغ كثيرين أنه سيعلن رفضه علناً/ هناك شيوخ آخرين لديهم الموقف ذاته بغض النظر عن إعلان الرفض أو الاكتفاء بالاعتراض داخل اللقاءات الخاصة)

2- القوى السياسية على الرغم من خلافاتها فإنها ستتوحد جميعاً ضد هذا الوضع غير الدستوري.

3- مركز الثقل في الحياة السياسية انتقل من المناطق الداخلية إلى أبناء القبائل وبغض النظر عن عدم الإيمان بهذه التقسيمات المضرة، ولكن هذه هي الحقيقة، ولنا أن نتذكر المواجهات التي قام بها أبناء القبائل قبل انتخابات 2008.

4- الشعار هذه المرة لن يكون الاكتفاء بالمطالبة بعودة العمل بدستور 62 مثل ما كان في 76 و86 ولكن المطالبة هذه المرة ستكون المطالبة بدستور ديمقراطي بديل وبرئيس حكومة شعبي.

5- ما كرره أحمد السعدون وغيره من أن تعليق الدستور انقلاب على الدستور وأن تعليق المادة 6 الخاصة بالنظام الديمقراطي تعني عملياً تعليق المادة 4 الخاصة بالصباح.

6- إذا حدث تعطيل للدستور سيزداد التدخل الاقليمي الخارجي من بعض دول الجوار في الشأن المحلي الكويتي، وهذا خطر جداً لأن لهذه الدول اجنداتها، ولا يمنعها الآن من التدخل المباشر سوى الوضع الدستوري (مثلاً مطالبات العراق بالحدود والديون والتعويضات حجتنا الآن ضدها أن مجلس الأمة يرفض ولكن ماذا يحدث إذا لم يكن هناك مجلس أمة).

7- الشعب الكويتي مر بتجربة مريرة خلال الاحتلال وتجربة رائعة في مقاومة الاحتلال، مثل ما مر بتجربة ديوانيات الاثنين، وهذه المرة قد لا تكون الأمور هادئة مثل ديوانيات الاثنين، خصوصاً أن هناك عناصر متطرفة أو ستنشأ ظروف بعد الحل غير الدستوري ستؤدي إلى التطرف.

8- فشل تجربة 76 وتجربة 86 يعني بالضرورة فشل أي تجربة جديدة وهذا يجعل بعض أبناء الأسرة من الشباب الطامحين حذرين جداً من الاندفاع بقوة حرصاً على مستقبلهم السياسي إذا عاد العمل بالوضع الدستوري أو تغيرت الأمور.

9- الولايات المتحدة والغرب لهم حساباتهم، خصوصاً الإعلام الغربي، ومطلوب قراءة خطاب الرئيس أوباما في الصين قبل أيام عن الديمقراطية في العالم.

10- وسائل الإعلام والتكنولوجيا والاتصالات تغيرت، الآن ليس فاكسات وبيجرات مثل السابق، ولكن إيميلات، وانترنت، وكاميرات فيديو وتصوير في كل هاتف نقال، ومسجات للاتصال والتواصل، وإعلام بديل وفضائيات .

11- والسبب الأهم: حكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه وواقعيته والتزامه الأكيد إن شاء الله بالوضع الدستوري، خصوصاً أنه أول حاكم منذ عهد صباح الأول ينتخبه الشعب الكويتي بالاجماع.
""

أتفق مع ما تفضلت به من نقاط عزيزي لكن ليس بالضرورة الإستنتاج بالنهاية.
فالصراع باتخاذ القرار لازال قائم حاليا.
وبكل وضوح نعبيرك هذا وتعبير الآخرين مثلك يساهم في ترجيح الكفة ان شاء الله في عدم جر الدولة الى الهاوية ولهذا السبب أشكرك وأشكر كل من تصدى بطريقته الخاصة لهذا التوجه السياسي الغير مسؤول.


ولمن يحتاج دليل على التوجه الحكومي في إدارة الدولة و"تحمير العين" بوجه التعبير الشعبي الصريح بعدم الرضا عن مستوى آداء الحكومة الفاشلة (ضرب 6) إليه ما يحدث للمحامي محمد عبدالقادر الجاسم والمحامي فيصل اليحيى خير مثال. كنا من مؤيدين طرحهم أم العكس لا يهم فما يهم هو موقفنا المبدئي من محاربة الرأي والإرهاب الحكومي لمواجة الآخرين. اليوم هم غدا من؟ وهل نسمح لهم ولنفسنا أن نعيش بهذا الاسلوب؟ ألا تملك الحكومة أدنى مستويات الحنكة السياسية في إدارة الأمور التي حتما تتفاقم بحكم سوء الإدارة. نحن لم نطالبها بعد بتغيير قناعاتها التي تكود أن تتفوه بـ"نلعب بالديرة طراقات مايخالف لكن تحاسبونا لأ" بل نطالبها بعدم ابراز هذه القناعات بكل وضوح.

الوضع ما يسر حتى عدو

يا الله سترك

19‏/11‏/2009

سنة 2009 ليست 1986

مقال ممتاز يشرح نفسه...
منقول من جريدة الجريدة
هل هو انقلاب جديد؟
د. غانم النجار

مجموعة مؤشرات تشير في اتجاه التخطيط لانقلاب جديد على الدستور، أما أهم تلك المؤشرات فهو عودة الحديث عن إقرار ميزانية تعزيز الدفاع، وهي تلك الميزانية التي كنت قد أشرت إليها في مقال سابق في هذه الزاوية بتاريخ 23 فبراير 2009. كانت العدة حينئذٍ قد تم تحضيرها لحل غير دستوري، لكنْ تمّ التراجع عنه في اللحظات الأخيرة أو في الساعة الثانية عشرة إلا خمس دقائق.

ميزانية التعزيز حسب دراستي لها ارتبطت عبر السنين بالانفراد بالسلطة. ومن ضمن هذه المؤشرات المقال الهام الذي أتحفنا به الشيخ فهد سالم العلي يوم أمس الأول، والذي أكد فيه على أنّ الأسرة الحاكمة اليوم هي غير الأسرة سنة 1986 عندما تم تنفيذ الانقلاب الثاني على الدستور، كان مقالاً له أهميته ففيه إقرار بفشل إسقاط الدستورمن المعادلة وفيه إيضاح لـعدم تماسك الأسرة تجاه الموقف من الدستور، وفيه تأكيد على أن الموقف القادم لن يكون كما سبق (ولهذا السبب شكرناه).

ويأتي من ضمن هذه المؤشرات تصريحات لنواب محسوبين على أطراف في الحكومة (علي الراشد مثلا)، بأنه لن يكون هناك دور انعقاد قادم لمجلس الأمة، كما يأتي من ضمنها حملة التصعيد ضد النواب الذين يستخدمون حقهم الدستوري في الاستجواب مقابل حالة عجز حكومية، كما يأتي من ضمن تلك المؤشرات حملة التصعيد من شيوخ ضد شيوخ لم تعهدها البلاد من قبل.

وعلى أية حال فالخلافات داخل الأسرة ليست جديدة وقد كتبت عنها وفصلت وسأستمر بإذن الله لإيضاح طبيعة التفاعل في مفاصل العملية السياسية. كان ذلك واضحاً منذ تولى الشيخ عبدالله السالم رحمه الله الحكم في سنة 1950 وكيف أن تلك الخلافات أعاقت انتخابات المجالس المتخصصة سنة 1951، وظهور أزمة مماثلة عام 1954، وكذلك في فعاليات اللجنة التنفيذية العليا سنة 1954، وأزمة 1956 و1958 و1959، وأزمة 1964، و1965. بل إنه حتى تزوير انتخابات 1967 كان أحد أهم أسبابها تحجيم أحد أفراد الأسرة، والتي كان مهندسوها خبراء عرب في التزوير ومنفذها وكيل وزارة الداخلية، بل إنه حتى الانقلاب الأول على الدستور عام 1976 كان وراء جزء أساسي منه خلاف داخل الأسرة، وحتى تعديل الدوائر من عشر إلى 25 سنة 1981 كان لذلك ضلع فيه، وكذلك كانت عملية تولي ولاية العهد بعد وفاة أمير البلاد الشيخ صباح السالم رحمه الله. فقط عندما تراجعت الخلافات، تمكنت الكويت بقيادة عبدالله السالم من صياغة الدستور.

مخطط القضاء على الدستور بدأت عناوينه الرئيسية تطفو على السطح. نتمنى أن لا يدفع باتجاهه المستهترون، في سبيل تحقيق شهوة الانفراد بالسلطة. فقد تم تجريب ذلك الأمر مرتين في 1976 و1986، وحينئذٍ كانت السلطة أكثر تماسكاً، ومع ذلك فقد نتج عنها كوارث أثبتت بالدليل القاطع أن العلة ليست في الدستور، والعلة ليست في مجلس الأمة، بل في الإدارة المطلقة للشأن العام، فما بالك اليوم وحال السلطة لا يسر عدواً ولا صديقاً.

إن صدقت هذه المؤشرات، فنحن أمام محنة أشد وأنكى من تجربتينا السابقتين.

فليتحمل كل منا مسؤوليته، وعسى الله أن يحفظ البلاد من كل مكروه.


تعليقي:
كلمة نقولها علنا أمام رب العالمين قبل البشر... للدستور والمكتسبات الشعبية شعبا يدافع عنهما وسوف يكون لنا الشرف أن نكون من ضمن المدافيعن في حال الحاجة التي بإذن الله لن تصل. العالم ب2009 ليس كما كان ب1986.

18‏/11‏/2009

السيء والأسوء

16‏/11‏/2009

بلد الجميع ان شاء الله

مقال قصير طويل وشهادة من الداخل.
منقول من جريدة الراي

فهد سالم العلي الصباح / بلدي الدستور




| بقلم: فهد سالم العلي الصباح |

في العام 1986 م كانت الأحاديث السائدة آنذاك تدور حول عزم الحكومة على تعليق الدستور بعد تدني مستوى الحوار السياسي ووصول التعامل الحكومي مع مجلس الامة الى طريق مسدود، وكان ذلك هو الشغل الشاغل للكويتيين بشكل عام.
لقد استدعيت مع عدد من أبناء الأسرة آنذاك إلى لقاءات تم فيها إقناعنا بأهمية تعليق الدستور لان ذلك يخدم الكويت ويؤدي إلى تطوير التنمية الشاملة في البلاد بعد ان اصبحت في اواخر ركب الدول المجاورة، ولأننا كنا مجموعة من الشباب المتحمسين لخدمة بلدهم فقد اقتنعنا بهذه التبريرات، حيث كنا حلقة الوصل مع فئات المجتمع الكويتي لما لنا من امتداد سياسي واجتماعي وعليه بدأنا في التحرك للتخفيف من حالة الرفض الشعبي لهذه الخطوة وذلك بهدف ضمان المصلحة العليا للكويت. ودخلنا في نقاشات ومحاورات بعضها ساخن لاقناع العديد من الفعاليات العائلية والقبلية والاجتماعية لم تخل بعضها من زعل وقطيعة ومازلت اذكر الكلمات التي وجهت لي اثناءها والتي اثبتت الامور لاحقا صدقها.
وحين تم تعليق الدستور بدأنا ننتظر تحقيق الإنجازات التي وعدونا بها فلم يتحقق شيء منها وانتظرنا وانتظرنا وانتظرنا لكن بلا جدوى، رغم وجود رجالات الدولة آنذاك ورغم وجود الشباب المتحمس من الأسرة لخدمة بلده وذلك حسب اعتقادنا بالاضافة للجهاز الاداري الممتاز للدولة مقارنة بالحالي الى ان وقعت الواقعة في 1990م (الغزو العراقي الغاشم) وخسرت الكويت وشعبها الكثير.
ندمت على موقفي واقتنعت بان الدستور والتطبيق الصحيح له هو ضمان للكويت.
رحمك الله يا أبا ثامر وأسكنك فسيح جناته.
هذا السيناريو يتم تكراره اليوم ولكن بطريقة اكثر تخبطا حيث يتم الحديث عن إجراء حكومي مشابه لما اتخذ في 1986، فإذا تم هذا السيناريو الذي يدفع به البعض اليوم في الوضع الإداري الحالي وفي ظل افتقاد الحماس الشبابي السابق المؤيد لهذه الخطوة من أبناء الأسرة وفي الفساد المستشري المدعوم عائليا.
هل سيقف امام هذا السيناريو الشارع الكويتي والمؤمنون بالدستور من الاسرة؟
هل سيؤدي الى انكشاف التبريرات نفسها التي قيلت لنا في العام 1986م؟
وهل سيؤدي ذلك الى انتهاء ما تبقى من إنجازات ومقومات للدولة وللاسرة ؟
أملنا بولي الامر عندما صرح (انني اعشق الديموقراطية وأحبها)
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.


ببساطة... أشكرك على هذه الوقفة والكثير ما بين سطورها.

11‏/11‏/2009

كـل عـام وحــنـا بخيــر







بمشاركة الخطيب وبن طفلة والوسمي والجاسم
ندوة حول الذكرى ال47 لإعلان الدستور بمسرح عثمان عبدالملك بالجامعة
(كم هو صحيح أن تتم الندوة في مسرح الاستاذ دكتور عثمان عبدالملك رحمه الله أحد أبطال حماية الدستور في محاولات "تنقيحه" بما سبق الغزو العراقي)

((شكرا لمن صحح ربطي الحطأ بين معلومتين صحيحتين))
------

تحية عميقة لكل من تذكر الدستور ويوم صدوره والعكس لكل من تناساه متعمدا.

البعض يعتبر الدستور "خطأ" تاريخي من الشيخ عبدالله السالم الصباح...
لكن التاريخ سجل ما سجل... ولكل دولة حديثة أبا روحيا. أبو الكويت هو أبو الدستور وكان سابقا لوقته ومحيطه معا ولم نصل حتى الآن الى تقدم الفكر الذي كان يتمتع به قبل 47 سنه بالرغم من تقدم التكنولوجيا وأساليب الإتصالات.

الله يرحمك يا شيخ الشيوخ
كل عام وديرتي بخير... بيوم دستورها