30‏/03‏/2009

الاســتقــرار

في البداية كنا من أشد المتحمسين لناصر المحمد رئيس الوزراء سابقا ورئيس حكومة تصريف العاجل والمستقيلة حاليا والمجاز في سويسرا في نفس الوقت. مرور الوقت كشف لنا عجزه عن مواجهة أبناء عمه المسموح لهم الضرب به من تحت الحزام. الوقت أيضا كشف لنا تمسكه بالمنصب بدلا من المسؤولية. القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لي هي اكتشاف فساده المالي والاداري فهنا تبخر التأمل به. الضعف ممكن القول عنه أن لا يوجد انسان كامل والتمسك بالمناصب اليوم بالكويت أصبح شيء لا يذكر اما الفساد فلا يمكن انشاد الاصلاح منه. بالرغم من هذا كله احترت ان اكون من ضمن المنادين بصقوط المحمد بمجرد خوفي من احتمال احتلال المنصب من قبل من هو الأسوأ... وها نحن اليوم!

انتهيت بيني وبين نفسي أن أكون من ضمن المطالبين ضد المحمد لقناعتي بعدم أختيار الأسوأ بتعمد خوفا من التغيير و"المحاولة" بالأفضل. المشكلة أن المحاولة تصحب المخاوف والمخاطر. بالأمس القريب واليوم أصبح الحديث عن "توجه" دمج منصبي ولاية العهد ورئيس الوزراء في شخص صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الكريم بمحاولة للحفاظ على ما تبقي من هيبة بيت الحكم والاستمرار بالنظرة الخاطئة أن استجواب رئيس الوزراء انتقاصا لها. الخطوة هي طبعا خطوة كبيرة الى الخلف وما هي الا اثبات الضعف عن طريق الدفاع من الخلف.

تسلسلت الاحداث بإجتماع الأسرة نحو الحل الغير قانوني وتغيير رئاسة الوزراء لصالح من ترأس المنادون بهذا النوع من الحل وسربت الأخبار وظهرت لنا بأشكال مختلفة من المسجات الى مانشيتات الصحف مرورا بألسنة النواب السابقين. بعدها ذهب ثلاثة أشخاص من من دفعوا باتجاه الحل الدستوري ومنهم الشيخ سعود الناصر والشيح د. محمد الصباح الى وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد لاقناعه بقبول هذا التوجه والا سيكون الحل غير قانوني ورئاسة الوزراء الى الشيخ جابر المبارك المنادي لمواجهة الشعب! بالرغم من عدم رغبته ان يدفع ثمن سوء ادارة غيره الا أنه وبعد التفكير قد قبل. الإتجاه "كان" بتعيين نائبين لرئيس مجلس الوزراء لشؤون مختلفة كوسيلة لتقليل الإحتكاك مع نواب مجلس الأمة ومن خلف البعض منهم. إلا أن هذا التوجه لدى الشيخ نواف قد تغير بسبب مرسوم الضرورة بإقرار قانون الإستقرار الإقتصادي. هناك من يقول ان اقرار هذا القانون بهذا الشكل وبهذه الطريقة وبرئيس جلستها مقصود بالكامل ومن ضمنها البداية بالضرب بالرئيس الذي لم يستلم منصبه بعد!!! سمو الشيخ نواف الأحمد عدل عن قبوله المسؤولية ليس بوجه هذا القانون الأعوج الغير عادل والذي سوف يخسر الكويت أكثر من مجرد المال بل بوجه الصراعات الداخلية للأسرة وعدم الجدية بالحد منها أو عدم القدرة والنتيجة واحدة. وصلت به الى "اذا لازم رئاسة الوزراء مع ولاية العهد اخذوا ولاية العهد لكم"...

نجد أنفسنا اليوم بعد فشل المحمد (وزعله وتركه لمنصبه ومسؤوليته في الوقت الحرج الآن) ورفض ولي العهد في منتصف العراك الأسري الذي يفيض الى الشارع والنواب والتيارات. اليوم نشاهد تكثيفا للبروز الاعلامي لمن احترق كرته سابقا وتكرارا أحمد الفهد ومحاولات جادة من قبل الوزير السابق جابر المبارك باتجاه المنصب. طبعا هناك من هم أكفأ وبقبول شعبي كبير لكنهم خارج الحسبة السياسية الداخلية للأسرة.

الغالبية تعتقد الموضوع منتهي وهو أبعد ما يكون من الواقع بل يعصف حاليا.

للحديث تكملة...

على من كان يشكك أن الصراع الأسري شأن داخلي لا يعني الكويت بشيء أن يعيد النظر أم يكف عن "العجاف" العلني.

22‏/03‏/2009

افتخــاري بالتــدوين... ولــكن


الردع و جس النبض

بالبداية وقبل أي شيء أود أن أذكر افتخاري بالتدوين الكويتي بمدونيه ومدوناته. طبعا أنا متحيز لهم ولولا اعجابي لهذا المجتمع لما عملت أن أكون منه. إفتخاري به مؤخرا سببه المساهمة بالضغط وتوجيه أحد أهم الصراعات التي تمر بها الكويت. صراع محاولات الالتفاف على الدستور ومحاولات تعليقة أو تفريغه من محتواه. التاريخ يشهد بالمحاولات بالماضي من تزوير الانتخابات وتعليق الحياة البرلمانية وتعديل الدوائر الانتخابية (نرجع الى هذه النقطة بعد قليل) بل ووصلت الى محاولات لقتل الاشخاص. الأمس القريب جدا كانت محاولة لاستغلال ما أوصلوا الشعب له من سلبية نحو الديمقراطية عن طريق كتابهم وإعلامهم وحتى نوابهم داخل مجلس أمتنا لتعليق الدستور ووقف التعامل به. طلع من طلع علينا مشكورا من الكتاب والناشطين السياسيين والمهتمين بالحال الكويتي بشكله العام بندوات ومحاضرات واعلانات وبيانات وكل ما هو اسلوب ضغط سلمي وحضاري كي يبرهنوا أن هناك من يحمي الدستور والمكاسب الشعبية وإن الأغلبية الصامته لن تصمت بهذه الحال مما أخذ أثرا كبيرا في القرار النهائي للبقاء على الدستور ولله الحمد. أفتخر بكل ابناء بلدي من أخذ على نفسه أن يعمل ما بوسعه لأجل بلدي وبلده ومن داخل هذا الاطار أفتخر بالتدوين بكل اساليب تعبيره الساخر منها والمحنك والمتطلع والفنان والغاضب والهاديء فجميعا ساهموا برسالة واحدة وهي نحن واعين ومراقبين ولن نسكت. شكرا لكم جميعا.


عنق الزجاجة داخل عنق الزجاجة

لا شك مررنا من عنق الزجاجة وهي محاولة تعليق الدستور مجددا والحمد لله لكن لم نصل الى بر الأمان ولا حتى نحن بالقرب منه. الحديث اليوم بجدية عن تعديل الدوائر الانتخابية من خمس الى عشر بمحاولة جديدة لدعم الفساد وشراء الاصوات وغيره من محولات للتحكم بمخرجات الانتخابات. أنهم يراهنون على عدم وجود الحماس أو نفس لدى الشعب لمواجهة هذه المحاولات. ردنا عليهم هو أن في صراع مصلحة الدول تستبدل الأشخاص بآخرين ويبقى الهدف واحد. بنا النفس لمواجهة فسادكم ببلدنا كما كان من الستينات الى اليوم بل وقبلها لكن هذا أمر آخر. ان لم تتعظوا وتخافوا الله سبحانه في الكويت لعلكم تقبلوا المنطق في خساراتكم المستمرة لثمانية وأربيعن سنة حتى واليوم.

تحديث - فيصل الحجي بوخضور: الانتخابات بنظام الخمس

يا خوفي أن نترحم على الأمس ورئيسه

بالرغم من كثرة الإشاعات بأن سمو ولي العهد الشيخ/ نواف الأحمد هو من سوف يترأس الحكومة المقبلة الا أن هذه الاشاعات لم تأكد بل هناك ما وصلنا من أخبار مفدها أن الشيخ الشعبي نواف الأحمد لم يقبل وهناك ترجيح أن الاختيار الأخير هو جابر المبارك. والجدير بالذكر جدا هو أنه هو من ترأس المجموعة داخل اجتماع الأسرة للدفع نحو تعليق الدستور مختارا مواجهة الشعب بما تتطلبه تلك المرحلة!؟ عدم الحكمة بهذا الشكل هو بالضبط ما الكويت بغنى عنه وبالذات حاليا. أن كان هناك من يدافع عنه بأننا نحتاج القوة بالمنصب فالرد عليه أننا نحتاج الحكمة أكثر. والرد على من يدعي عدم وجود الكفاءات داخل الأسرة لهذا المنصب بتوجيهه نحو الشيخ الدكتور محمد صباح السالم وشعبيته وسمعته ومؤهلاته قبل اسمه.



16‏/03‏/2009

لكل داء دواء... الا الحماقة أعيت من يداويها

تحديث آخر...
----------

تحديث بالاسفل...
----------------




انت فاهم انت شنو قلت!؟

?!?! Devil's Advocate ... or ... Devil's IDIOT



تحديث
---

طلعنا مو خالصين...
مع الاسف في بعد





والتعليق من الصحافي والمدون داهم القحطاني:

تسلم يا داهم


تحديث ثاني
-----


الظاهر محنا خالصين


اذا كان قصدك التهدئة فكان من الممكن التعبير بشكل آخر
ما قمت به بالفعل هو عدم ممانعة فكرة الانقلاب على الدستور

مبروك العضوية مع اللي فوق


08‏/03‏/2009

نغــرق بـدون مــاء

(اضغط الصورة لتكبيرها)

اللهم لك الحمد والشكر بكل ما يحمله هذا التعبير من معنى ومغزى.


أليس من اختصاص الأمير قرار حل المجلس من عدمة؟

ما هو موقف اجتماع الاسرة من الاعراب والقانون؟ بأي حق يناقشون نوع حل المجلس وكأنهم يملكون الحق؟ الأغلبية انجرفت في تشجيع هذا التوجه بالتمسك بالدستور داخل الاسرة متناسين اختراق هذا الاجتماع لأساس الدستور. نحن نشجع التمسك بالدستور داخل الاسرة وخارجها ونرى انه واجب لا منة. ثم ما هو المقصود من التسريب والايحاء بأن حل مجلس الأمة قادم؟ الأمير يعلن تقيده بالشرعية الدستورية ولا للظن بالعكس.

وهنا نود الاشارة الى كل من شارك في اجتماع الشيوخ بمحاولة دفع النظام الى كسر القانون والتخلي عن وثيقة الحاكم والشعب وكشف رغبته وعدم الحكمة لدية في جر البلد الى عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي كأننا ناقصين. اضغط هنا رجاءا
 
كما نود شكر الشيخ/ أحمد العبدالله على حرصه في التوضيح انه لم يكن من ضمن الحالفين على احترام الدستور والعاملين على خيانته. هذه في حسابك لدى الشعب ان شاء الله.

بالاضافة ان كان تعطيل العملية الديمقراطية والمجلس وادارة البلد لمدة شهرين أحد بنود استجواب حدس لرئيس الوزراء فماذا عن التعطيل المماثل الآن!؟ جلستين لمجلس الأمة لم يكمل النصاب بهم.

مقال المحامي محمد عبدالقادر الجاسم بخصوص اجتماع الشيوخ يستحق القراءة.
كما يستحق الانتباه الى رأي النائب الفاضل عادل الصرعاوي مؤكدا أن ثمن صراع الأسرة هي الكويت. بالفعل ومع كل أسف نحن جميعا ندفع الثمن.
ونؤيد المجهود المبذول في البيان الصادر في محاولة الثبات على الدستور وهيبة القانون والاستقرار.

بالنهاية وبعد ما اتضحت الحكمة من عدمها ومن هم المتمسكين بالقانون ومن هم الراغبين بالانقلاب عليه يؤسفنا ابلاغكم ان مشعل الأحمد يطلب بالجاهزية (بمعناها العسكري) من جهتين داخل الحرس الوطني من أنواع محاربة الشغب وامهالهم الى نهاية السنه لأسباب مجهولة حاليا. هذا بعد تكثيف الدورات بنفس الغرض.

تسؤلنا: ماذا تفعل يا مشعل!؟ أين نحن متجهين؟ لماذا نهاية السنة تحديدا؟

يا الله سترك

03‏/03‏/2009

أهــل التحــرير 2


تكملة للبوست السابق أهل التحرير


استذبحت القوات العراقية على المسك به من ضمن قائمة شديدة الأهمية بالنسبة لهم. امسكوا به مرة ثالثة وأخيرة وتم نقلة الى العراق بالوقت نفسه لعدم اعطاء فرصة لتنظيم محاولة لانقاذه. نقلوه من معتقل داخل العراق الى آخر. من مدينة الى أخرى. والتعذيب ينهل عليه بكل مدينة عراقية نجسة. تفاصيل التعذيب لم يتفوه بها لكن نرى علاماتها على جسده وعلى نفسيته. علامات الكي والكهرباء والطعن والأظافر المفقودة.

رجع الى الكويت مشيا من العراق بعد انهيار جدار معتقلهم في قصف جوي من قبل قوات التحالف. بعد وصوله الكويت أكمل كما هو متوقع -لكن عكس المنطق- حمله للسلاح وايضا تمديد قوات التحالف المعلومات وغيرها من أمور عسكرية. ساهم بتحرير الكويت من الداخل. وتعاون مع قوات التحالف بأمور كثيره. زحف مع الزحف البري. رأى تحرير الكويت بعينه. وبقلبه. ذاك البطل.

كان من أوائل من رجعوا للخدمة العسكرية في معسكر الحرس الوطني احتراما لمن سقط هناك من شهداء وزملاء. كان من ضمن الذين قاموا بتنظيف المكان بعد التخريب والاهمال. استلم مهام تنظيمية بالمعسكر حتى وصول اصحاب الرتب اللازمة في استلام مهامها. ثم رجع الى مكانه ورتبته المتواضعة.

لم يكن على ما يرام. عادت أمه الى البكاء بعد انتهاء الحرب لتحرير الكويت بعد ما ادركت ان الله سبحانه وتعالى كتب لابنها الحياه بعكس ما توقعت هي والجميع معها. وعكس توقع فلان لنفسه أيضا. لكنه كان شخص مختلف. مختلف بالسلوك. بالشبه. بكل شيء. لم يعد فلان من قبل الغزو. اصبح منعزلا قليل الكلام قليل النوم واتذكر نزول دموعه بدون ان يشعر بها.

في يوم وهو في الاصطفاف العسكري صرخ عليه ضابط شاب حديث التخرج. لم يرد عليه بالسلب او بالايجاب. بمحاولة للضابط ان يجبره بدأ بالصراخ والاهانات وفي حينها "فصل" فلان وأخذ يضرب في الضابط ضرب وحشي لم يتوقعه أحد من انسان. انفجر. بعد معالجة الضابط تم عمل التقارير والمحاكمة العسكرية. حاول زملائه وبعض الضباط ايضا اقناع الرتب العليا انه لا يلام نظرا لما رأى وما فعل وما فعل به. لكن استنفر الضابط الجديد واسطاته وتم تسريح عزيزنا من الخدمة العسكرية بالعار. دون النظر الى تاريخه أو حالته النفسية أو أي شيء!

جلس صديقي بالبيت دون الخروج. اسود وجهه وقل وزنه. غير ممكن له ان يلتحق بجهة عسكرية أخرى ومن غير شهادة يعمل بها عمل آخر. ولم يكن له الرغبة بأي حال. انكسر من الداخل. لم يكسره اسره ثلاث مرات ولا تعذيبه الله أعلم بعدد المرات ولا رؤية ما رأى من دماء كويتية بطله. انكسر من ما فعله بلده به. من دافع عنه. من هدى روحه له.

جلس بهذه الحاله فترة طويلة. مرض أحد اخوانه الاصغر منه بالمرض الخبيث والعياذ بالله. سافر معه مرافقا للعلاج. رجع أخيه. ولم يرجع هو.

مرت السنين ولا خبر. عاف البلد. يصعب علي المرور حتى الآن نحو بيت عائلته. ومع الوقت تم بيع البيت. وتغيرت ملامح المنطقة مع التطور. ولم يبقى من معالم بطولة فلان الا ما بقي بذاكرة أهله ومن يعرفه.

لم ترقص حدس الدبكه لذكره. لم يباع شماغه بمائة ألف دينار. لم تعمل الوطن فلما وثائقيا عن حياته. في الوقت الذي هو يبيع دمه مقابل تراب الكويت كان صاحب الوطن يسرق خيرات الكويت لحسابه ومن معه.

اليوم يقفز لنا من يناصر احزاب خارجية ومن عملت ضد الكويت لا بارك الله بكم وعدم احساسكم. وغيرهم وغيرهم. سامحنا يا فلان اذا نحن فقط حاملين الاقلام ومضحين فقط بوقتنا مقابل حملك السلاح وتضحيتك بنفسك. نحن مقصرين ونظل مقصرين. لكن الوعد ان لا نترك البلد يهب بالريح دون ان يقف معه ابناءه. واحساسنا بالتقصير كفيل بدفعنا الى الاستمرار.

كل عام وانت بخير يا فلان بعيد التحرير

01‏/03‏/2009

أهــل التحريــر



القصة هذه ليست برواية بل واقع حصل لشخص عزيز من أبطال الغزو. استذكرها كل عيد تحرير. هذه السنة اشارككم بها.

قصة من قصص عديده من من أعطوا الكويت بدون حساب ولم يروها عطية. من من استرخصوا انفسهم مقابل الوطن. دون مزايدات ولا تكسب سياسي ولا مردود مادي ولا غيره. فقط حب الوطن بالفطره ودون تفكير. الحب الحقيقي.

كان يعمل في الحرس الوطني ومجتاز على دورات المغاوير والقواة الخاصة والمظليين حسب ما تسعفني الذاكرة فهذه القصص لم تنشر ولا تهتم بها التيارات السياسية ولا تطبع على رزنامات كل سنة. حصل الغزو العراقي وهو في المنزل وعند وصوله الخبر ذهب فورا الى استلام السلاح بمعسكر الجي ون بقرب منطقة الرقعي السكنية. انتظروا اوامر لم تصل. مخازن الذخيره مقفلة. تم كسرها من قبل أحد الشباب الكويتيين بدرجة نقيب وهو مسؤول عزيزي المباشر. اضطروا على كسر مخازن الذخيره بعد ما هل عليهم اطلاق النار من قبل القوات العراقية بالذات من مباني مجمع الدرر وزارة الكهرباء والماء آن ذاك.

بعد مرور اليوم الاول والثاني من الصمود وبداية النهاية لكميات الذخيرة لديهم. بعد رؤية الرصاص بلونه الأحمر بظلام الليل ليمر قريبا من خوذة بطلنا فقط ليفجر رأس زميله. زميله من صمد جنبه. من ركب معه كفة العفريت للدفاع عن الكويت. بدأت الأوامر من قادتهم الشهمه في الميدان لا الفنادق للتسلل بلباس مدني الى خارج ميدان المعركة والى بيوتهم وأهلهم. من هذه القاده من استشهد شهادة شريفة والرأس مرفوع عالي. ومنهم من أسر واستشهد بالأسر ومنهم من فك الله عوقه من الأسر واليوم حي يرزق بفضل الله. ومنهم من تسلل وخرج ليكمل ما بدأ في الجي ون. وهنا نستكمل القصة.

أخذ يومين يمشي الى سكنه في أحد مناطق الكويت. يمشي فقط بالليل متخفيا بالظلام. وصل الى أهله بعد ما ظن بحاله السوء. استغل معرفته بالسلاح والعلوم الحربية بعفوية وأخذ ما كان متوفرا من سلاح وذهب يحارب العراقيين بالشوارع مع اخوانه وبني عمومته و شباب الجيران. قاد المجموعة بحكم تدريبه. وكبرت المجموعة كلما سمع أبناء منطقته من أبناء الكويت عن بطولتهم. نفذوا عمليات صغيره هنا وهناك. أرهبوا العراقيين والفلسطينيين الذين يسيرون بالكويت كسلاطين. ومن يسرق حلال الكويتيين بالقوة ومن يهينهم. كما نفذوا عمليات ضد السيطرات العراقية من سيارات مفخخة والرمي بالنار وغيرها.

تم التركيز من قبل العراقيين على محاولات المسك به دون معرفة شخصه لكن بمعرفة أي جزء من المنطقه يسكن. رحل من بيت الى آخر للنوم والاستراحة. معظمها بيوت مهجورة. نادرا ما يرى أهله خوفا عليهم. أمه كثيرة البكاء بالبداية ثم عدته من الموتى وهو حي بانتظار الخبر فقط. يأست منه. كان قليل النوم. قليل الكلام. يدمع بدون سبب. اتوقع من ما رآى.

تم المسك به بأحد نشاطات فرقته ولم يعرفوا العراقيين انه هو الذي يبحثون عنه. احتجز بمخفر منطقته. عذب على الخفيف مقارنة بما هو مكتوب له بالمستقبل. تم السطو على المخفر من قبل مجموعته وتحرير الكويتيين المحتجزين. عندها انتبه العراقيين عن اهميته وهويته. كمل مقاومته للغزاة وبدرجة أكبر بعدم الاهتمام بالذات. في بعض الحالات ذهب وحيدا بعمليات جانبية دون اخبار أخوانه او المجموعة وعكس رأيهم.

بعد تكثيف المحاولات للاتيان برأسه تم المسك به وبعد احتجازه بأحد الأماكن شديدة الحراسة تم نقلة بشاحنه من ضمن موكب ذاهبا الى العراق. تم التعرض للموكب بالتفجير والرمي بالرصاص المكثف ومات من مات ونجي من نجى وكان صاحبي منهم بفضل الله. كما كان متوقع فقد رجع الى المقاومة بالسلاح. كان شديد التوتر وملامح وجهه تغيرت لمن يعرفه. كان شخص آخر غير الشخص قبل الأشهر الذي كان يحب الضحك والمواقف الفكاهية و"الدقات الكويتية". الآن فلان شخص لا أحد يعرفه.

كمل وكمل وكمل بتفاصيل لا يعلمها الا الله سبحانه الساتر عليه.

يتبع...