29‏/11‏/2010

شعبية السلطة

مخطئ من يعتقد أن السلطة بأفضل حالاتها شعبيا
ومجرم بحقها من يوهمها بذلك.

دلالة على هذه الحالة حاجتها الى إعلام هابط مثل سكوب سيئة الذكر بحملتهم "غير السوباح ما نبي" التي يستحيل إزالتها من الذاكرة السياسية مهما بلغت المحاولة والتي لم يقابلها أحدا بالرغبة بغير "السوباح" أساسا وأعتقد أنهم يقصدون عائلة الصباح المحترمة أسرة الحكم بالكويت. دلالة أخرى هي حاجتها الى خدمات من أمثال الجويهل ولن تنعمق بالجويهل هنا احتراما للقارئ الكريم. ان كانوا هؤلاء أصدقاء السلطة فلا حاجة لها بالأعداء.

نار التفرقة
عجبا في سلطة لا تحاول إدارة البلد جزءا من ما تبذله في محاولاتها لإفساده وتفكيكه. قصر النظر لدى السلطة التي لم نتهمها ببعد النظر يوما يسهل لها رؤية "المكاسب" السريعة في تمرير ما تريد من أمور و"التغلب" على مجموعات من الشعب بدفعات سهلة لكن قصر النظر أيضا يعميها عن مخاطر هذه التقسيمات على المدى البعيد. التعمد باشعال النار بالدار الواحدة يحرق جميع من فيها آجلا أم عاجلا. السلطة لا تعلم أن في حال المزيد من النجاح في تقسيم الشعب تكون هي الرقم الأصغر. هل فعلا تريد من جميع أبناء القبائل الإتحاد ضدها وضد البقية من الشعب بسبب الاستفزاز والمهاجمة المستمرة؟ وبنفس الطريقة الشيعة وأيضا التجار وهلم جره؟ لن أسأل السلطة عن حالة الدولة حينها بسبب القناعة أنها من السذاجة الرجاء بمن لا رجاء منه لكنها لا تدرك حتى انحصار دورها وعجزها عن التحكم في حال تمحور كل تقسيمة على نفسها. هناك مثل أمريكي يقول "كن حذرا من ما تتمناه... إنك قد تحصل عليه!" كما هناك المقولة العربية التي تقول "من زرع حصد".

عهد النفاق
أحد المشاكل الأساسية حاليا هي رغبة السلطة بالمنافقين المتكسبين وكرهها للناصحين المشخصين للواقع والباحثين عن الحلول. بإدارتها الرشيدة لا تعلم أن المنافقين يسهلون لها طريق الفشل والتمادي به الذي وصل حدا كبيرا مؤخرا كما انها لا تدرك قيمة الخدمة التي يقدمها لهم المشخصين لواقع إدارتها العقيمة بالرغم من المحاربة الدائمة لتلك الأشخاص الحريصة.

انحدار
اعتدنا نحن الشعب على مواقف السلطة من القضايا الشعبية من دستورنا المزعج بالنسبة لهم مرورا بغلاء المعيشة وبطش البنوك وحتى الخدمات المخجلة لدولة أنعم الله -وليس السلطة- عليها بمقدار لن تعلمه حتى نضوبه. من الواضح جدا عدم اهتمام السلطة لشعبيتها وها هي تنعم بتزايد بثمرات أفعالها والتي لن تبان بكاملها حتى الآن. مستشاريها الناصحون بالعين الحمراء ضد الكويتيين لن ينفعوها بعد ان تعزل نفسها عن الشعب لكنها كبيرة السن و"رشيدة" ولا لوم لأحد باختيارها لمن تسمع.
تاريخ السلطة بالنسبة للمكتسبات الشعبية والدستور في مقدمتهم يلخص بتزوير الإنتخابات مرتين ومحاولتين للإغتيال وتعليق الدستور ومحاولات لتنقيح الدستور وغيرها من ما يعبر عن اعتبارها بأن الدستور خطأ تاريخيا يجب تصحيحة. بالسنوات الأخيرة لم تتحسن النظرة نحو الدستور والشعب بل تشنجت أكثر وتطورت من محاولات لتعليق الدستور والتي واجهتها معارضة كبيرة داخل الكويت وخارجها الى محاولات جديدة لتنقيح الدستور عن طريق نائب "وطني" سابقا تحول الى حكومي أكثر من الحكومة حاليا بعد ما اختلف مع أفراد تياره السابق لكن هكذا يكون عادة المتسلقون. السلطة بعدما وجدت نفسها في مركز قوة بفضل المتنفعين الكثيرين من النواب وسر ترويضهم يرجع الى خطة التنمية وملياراتها قررت رد الصاع المستحق في استجواب رئيس الحكومة بسبب كسره للقانون بشراء مواقف بعض النواب عن طريق الشيكات صاعين عن طريق المحاولة لتنقيح الدستور كما ذكرنا وأيضا عن طريق تفريغه من محتواه من خلال شراء عدد من النواب بطرق أو أخرى وقلب مجلس الأمة على نفسه واكراه الشعب به بقناعة. بالَاضافة الى هذا ومنطلقة من مركز القوة هناك محاولات لمحاسبة ليس من رشى أو ارتشى وليس من سرق أو قصر أو أفسد بل من حاسب المقصرين ويراقبهم من كتاب وناشطين سياسيين وأخيرا نواب الأمة أثناء عملهم الرسمي داخل قبة المرحوم الشيخ عبدالله السالم بقوة القانون وبنصوص الدستور.


مدونة أي كويت ضد رفع الحصانة عن النائب/ د.فيصل المسلم
أليس النواب أفضل من يعلم بـ"كسرات" الحكومة بنوابها وأعضائها قبل غيرهم؟
من يمكنها من هذه السابقة السيئة اليوم تكون الكسرة به لاحقا.


...للحديث بقية
...قد تحتوي على سبب استخدام مصطلح السلطة بدلا من الحكومة وعلى غيرها الكثير.