04‏/11‏/2012

جاك الذيب



تستخدم عبارة "جاك الذيب" لترويع الآخرين وغالبا ما تستخدم داخل المدينة حيث لا وجود لأي ذئب يمشي على أربع لمسافات طويلة. هذه العبارة هي أيضا مفهوم يستخدم في عالم السياسة حيث يتم إيهام المجتمع وصنع الخوف من خطر ليس بالضرورة أن يكون موجودا. صاحت السلطة بالكويت "جاك الذيب" وكان الذيب بالسابق ما أسمته عبر أدواتها "المزدوجين" وروجت لفكرة المد القبلي وخطورته على المجتمع والدولة وصورت المعارضة السياسية بأنها قبلية.. بحاضرتها ومنهم أبناء قبائلها على حد السواء. لم يكن هناك ذئب وهذا ما كشفته الأيام عبر وعي الكويتيين الأكبر من هذه الضحالة الفكرية وتجاوزوها.

تمادت السلطة بصياحها عن الذئب المصطنع الى أن خصت المملكة العربية السعودية تحديدا بكونها أكبر دول الخليج حجما وأكثرها احتواءا لأبناء القبائل وشملتها بالصراع السياسي الداخلي. تمادت بحضن أمثال عبدالحميد دشتي ورولا دشتي وفيصل الدويسان وتصريحات لهم جميعا أن من قام بكذا وكذا ليسوا كويتيين بل سعوديين مرة وإثنتان وثلاث الى أن تأثرت العلاقة مع الشقيقة الخليجية السعودية مما دفع المملكة الى ضغط على مستوى السلطتين منه مقابلة مع وزير الداخلية الكويتي آنذاك حيث أعلن سفرا مفاجأ الى المملكة باليوم نفسه تزامنا مع قمة الحراك الشعبي وبالضبط يومين قبل استقالة رئيس الوزراء ناصر المحمد الصباح.

ليس للسلطة حدود بالداخل الى أن تمادت ووصلت الى حدود خارجية وعند هذه الحدود تغير صياح السلطة عن الذئب السعودي والقبلي في تراجع في تصريحات فيصل الدويسان ورولا وعبدالحميد دشتي بشكل يثير الشفقة ومنها ما وصل الى درجة الإستخفاف بالعقول فمثلا الدويسان لم يقصد المملكة العربية السعودية بالدولة التي وصفها بالمملكة والملاصقة للكويت!؟ كما أن بالمسيرات العفوية الأخيرة تم ضبط مركبة أعلنت الداخلية الكويتية بالبداية أنها تحمل لوحات سعودية لتغير السيناريو باليوم التالي الى أنها فعلا مركبة كويتية.. نفس النفس ونفس التخبط.

خسرت السلطة معركة مهمة لكن الحرب قائمة منذ 1962.

السلطة لا تزال تصيح جاك الذيب لكن الآن بتصحيح مسار وتنسيق خليجي.. والذئب هو الأخوان المسلمين. تصيح صياحها حتى والمعارضة الواسعة القائمة ضد فسادها مكونة من جميع التيارات السياسية بلا استثناء كما تتكون من جميع مكونات المجتمع لكنها تصر على وجود ذئب جديد. تكتيكها فاشل ومكشوف لكن ما بها أن تعمل؟ تعترف بفسادها؟ أم فشلها بحمايته؟ فهي تصيح وتصيح عبر أدوات متهالكة لا تزال تملكها من إعلام متناقص الأثر وأشخاص والعياذ بالله وأجهزة دولة رسمية فإنها تحاول استقطاب الهامشيين من المجتمع والمرضى على حد السواء.

ذئب الأخوام المسلمين ليس أكثر حقيقة من ذئب المزدوجين والذي ثبت زيفها.. جاك الذيب وجاك الذيب.. والذيب هو من يصيح.


--

الشعب الكويتي يتجاوز صياح بعد صياح واليوم بخرج مجددا متجاهلا إياه متمسكا برقيه وتماسكه وسلميته بالرغم من الإستفزاز الغير مسبوق.. وفعلا الغير مسبوق هو شعب بهذا الثبات. نراكم بمشيئة الله بمسيرة كرامة وطن الثانية.