لم أرغب أن اكتب في يوم من الأيام من خلال هذا العامود أي مقال أتحدث فيه عن الخسيس، الجاهل، الذي يخرج بالفضائيات للتطاول على الفئة التي تمثل غالبية الشعب الكويتي (وصف صحيح)، وهو الذي لو تحدثنا عن ربع ما نملكه من معلومات عنه وعن تاريخه الأسود... لاحمرت خجلا مطابع الجريدة وأعلنت توبتها!
ومن أراد من المواطنين أن يكون هذا ممثله والمتحدث عنه حر وكيفه (وغبي لكن أيضا حر) ومن أراد أن يفتح له ديوانيته ليؤدي فيها كلب السيرك فقراته أيضا هو حر وكل ساقط له لاقط (ماركة "سكوب" المسجلة)... وكما لتاجر المخدرات والخمور والشواذ جنسيا والنصابين ربع وجماعة يضفونهم، فإن لهذا الجاهل مجاميع ودواوين من شاكلته يضفونه!(أليس هذا الواقع؟)
أما الغالبية العظمى من سكان الكويت بمختلف شرائحهم وطوائفهم، فإنها لا تقبل طرح هذا الزنيم والمساس بالوحدة الوطنية والحديث بعنصرية أو طائفية (صحيح) وعلى رأس هؤلاء جميعا هو صاحب السمو الذي أكد في خطابه الأخير على ذلك... ولكن وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد الذي كان يردد قبل استجوابه دائما بأنه جندي لدى القيادة وبأنه خادم لجميع أهل الكويت (الحكي ببلاش ولكم بالأفعال)... تحول على ما يبدو إلى شيء آخر لا نعلمه؟!
وإلا ماذا يفسر ما قام به الوزير قبل 3 أيام من استقبال هذا الجاهل في مبنى وزارة الداخلية (نقطة مهمة) وبالتحديد في مكتب الوزير مع كبار الشخصيات في البلد من قياديي الوزارة وشيوخ وبعضهم من ذرية مبارك؟! (آخر فقرة ما لها داعي)
بدلا من أن يقوم وزير الداخلية... بتحويل هذا الجاهل لمباحث أمن الدولة للتحقيق معه (صحيح) فيما يدلي به من تصريحات وأقوال تهدد المجتمع وتفتت وحدة الدولة؟!
وبدلا أن ينفذ وزير الداخلية القانون (غريب أمرنا حين نطلب من وزير الداخلية تطبيق قانون الداخلية) ويشطبه من الكشوف الانتخابية وهو الصادر في حقه حكم قضائي بذلك؟!
تخيلوا المنظر معي ضابط سبق أن ضبط هذا الجاهل بقضية يحتاج إلى 200 واسطة و7 نواب لكي يأخذ من وقت وزير الداخلية 3 دقائق لطرح موضوع أمني هام... والجاهل يدخل مع كبار الزوار على الوزير؟! (مثل دعوته الى الاستجواب كأحد كبار الزوار وهو بالفعل أحد محاور الاستجواب!؟)
هذه هي الرسالة الأمنية الجديدة (ليست جديدة يا مشاري)... لكل بائع مخدرات وخمور وسارق ونصاب بالبلد... اخرجوا بالفضائيات واخلقوا بلبلة وتفرقة بين الشعب الكويتي يستقبلكم وزير الداخلية في مكتبه وبعد ذلك في أمه خير ضابط يتعرض لكم! (إسأل شرفاء الضباط عن الواقع اليوم كي تعلم أن ما تفضلت به ليس بفرضية بل واقع)