بسم الله الرحمن الرحيم..
وها نحن نبدأ من جديد
-------
الجميع منا تقريبا يعرف الصح من الخطأ. نحن كشعب نعرف ونتغنى بالسلوك الصحيح حين نتحلى بأفضل ملابسنا والعطور ونتصدر الدواوين والمجالس لكن هل نطبق ما نعلم بصحته على أرض الواقع؟ نعلم أن الدين والأخلاق والإنسانية مجتمعين يتقاطعون عند السلوك الحسن والذمة النظيفة والأمانة لكن مع الأسف هناك فارق واضح بين السلوك الفردي (السايكولوجي / علم النفس) والسلوك الجماعي (السوسيولوجي / علم الإجتماع) فمثلا بالرغم من ترديدنا أننا بحاجة الى من ينبذ التقسيمات الإجتماعية ويسمو بنظرته الى الأهداف الأكبر والأهم إلا أن العديد منا واقعيا يحارب علنا من يتجرأ بالسمو فوق هذه التقسيمات المصطنعة.. ومنهم من أخرجناه من الملة السياسية بالكامل.. مثلا..
حسن جوهر
النائب السابق والمرشح الحالي الدكتور حسن جوهر يحارب من الداخل التطرف الشيعي وأيضا إختطاف الرأي الشيعي من قبل من نصب نفسه ولياً عليه بماله وعلى هذا الأساس تم إخراجة من الملة الشيعية السياسية بصريح العبارة. الرسالة المباشرة بعدم التصويت له من قبل السنة والشيعة سويةً هي "يا نواب الشيعة المعتدلين لا مكان لكم بيننا.. وعليكم التطرف جميعا وإلا لا نجاح". طبعا لو فكرنا قليلا لتمنينا المعتدلين من كل الطوائف لكن علينا ترجمة أمنياتنا والتحلي بصدق ما ندعي من قيم فكم من "خله يولي شيعي.. أنا أصوت حق شيعي؟!" وأيضا "خل ياكلها.. من قاله يوقف مع السنة؟!" بيننا وثم يدعي الوطنية وعدم التفرقة بين السنة والشيعة.. وهو كاذب؟
ادعموا الشيعة الوطنيين والمعتدلين والا لن تجدوهم مستقبلا.. ولا تدعموا التطرف بترك المعتدلين للسقوط
عبدالرحمن العنجري
النائب السابق والمرشح الحالي عبدالرحمن العنجري تجرأ على عبور خط موالاة السلطة الى معارضة فسادها غير مهتما بأي حسبة إنتخابية أو عنصرية وهذا ما أسمع الأغلبية تنادي به لكن الفرق بين قولهم وفعله هو تجسيد القناعة والجرأة بتنفيذها. جرأته بسلك طريق قناعته الشخصية جعلت البعض يخرجه هو أيضا من الملة السياسية وسمعت عبارات "خل يفيدونه البدو!" و"شلون نطلعه وبعدين يصف ويا هذولا؟!" بعنصرية مستعدة حتى على التخلي عن بعضها من أجل الكراهية الأكبر.. طبعا بعد التغني بالوطنية والقيم السامية مع الأسف. عدم التصويت للعنجري هو فعلا رسالة لأبناء القبائل والعوائل معا أن لا أصوات لواحد عند الآخر وأننا فعلا عنصريين بالضبط مثل من ننتقد والكلام عن الوحدة الوطنية ما هو إلا كلام فارغ للإستهلاك المؤقت.. وإن أردت خوض العمل العام عليك بالتحزب والقبلية والطبقية سبيلا ومنهجا.
كم سعدت برؤية هذا الحضري بين المرشحين البدو ويصفق له ناخبينهم.. أليست هذه الكويت التي نتمنى؟
إذا لنسند من يوحدنا أونكف عن التفلسف بأننا وطنيين ذو قيم ونعترف أننا فعلا نعجز عن صراع عنصريتنا الداخلية.
نحن جميعا نعلم الخطأ من الصواب بل ونتغنى به ولا نحتاج من يعلمنا إياه والحاجة هي فقط للجرأة بالتطبيق وقيادة الآخرين أو الجرأة بالإعتراف بكذب المبادئ إن وجدت وأننا مجرد تبّع للسلوك الجماعي دون وعي. يجب الجرأة بالحالتين.. فعلى أي نجرؤ؟
---
من فروقات الوعي الفردي والوعي العام.. عدم قبول بائع الخمر خريج السجون الى بيوتنا الكريمة فنحن أهل قيم طبعا.. لكن نصوت له ليشرع ويراقب ممثلا لنا.