تمعنوا بالألوان حين تتحد |
تشهد الكويت احتقانا سياسيا لم تشهده منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي والمعلم التاريخي المسمى بدواوين الأثنين.. ولنفس الأسباب والأساليب أيضا. الآن بعد إعلان التلاعب بالعملية الإنتخابية عبر مراسيم ضرورة تجاوزا للقانون تنحاز السلطة وتعلن معاداتها رسميا للشعب عامة غير متداركة ربما أو ربما غير مهتمة أن الآثار على شعبية أسرة الصباح تحديدا وعلى الدولة عموما كبيرة وكثيرة ومتنوعة بجوانبها الإجتماعية والسياسية.
السلطة تفعل هذا رغبة منها لإقصاء أشخاص المعارضين والذي قلبوا المعادلة السياسية القائمة منذ بداية العمل بالدستور وهي ميلان الكف الحكومي. بدأت السلطة بشراء الأصوات والمواقف وحتى الأشخاص جملة بمحاولات تقوية صفوفها وثم حاربت معارضيها داخل البرلمان بطرق ملتوية وخارج البرلمان بطرق وصلت الى الضرب الصريح. الآن وصلت السلطة الى الظن أنها تتمكن أن تنقلب على الدستور وحكم المحكمة الدستورية والإرادة الشعبية بسبب بعض المؤشرات التي تتلقاها من بعض المشتفيدين والبعض من الشعب كنتيجة وثمار لسياستها التخريبية "فرق تسد" التي تمارسها منذ سنوات طويلة بالدولة.
إن السلطة تحاول إقصاء أشخاص المعارضين متجاهلة أن استهتارها بالسابق هو من أتي بهم أساسا وإن استهتارها الأكبر الآن بالفعل يغذي معارضيها أكثر ولها بالمستقبل القريب والحاضر أيضا نصيبا لا تتمناه من معارضة لفساد تتبناه وتحميه. تعتقد هذه السلطة أن الإنتخابات سوف تمر بأي شكل من الأشكال فوضع البلد غير مهم وسوف يكون هناك نواب جدد ولو بعشرات الأصوات فقط وسوف يتصدون للطعن بالإنتخابات ولمرسوم الضرورة المخالف للدستور وتكون قد ضربت الشعب ببعضه لهرب جديد الى الأمام. إنها بتحالفتها قصيرة النظر ورعاية الفساد العلن وسوء إدارتها للدولة عموما والضغط المستمر على معارضيها قد صنعت جيلا معارضا جديدا أشرس من الجيل السابق التي ظنته شرسا وأيضا وحدت التيارات السياسية الحالية المختلفة.
نحن بلد بلا سياسة او توجه عام للدولة هم السلطة به كيف تتعدى عيوبها اليوم وترحلها الى الغد.. وسوء الإدارة يتراكم.
نقطة التحول في السياسة الداخلية كانت بأحداث ديوان الحربش بديسمبر 2010 وكرة الثلج تدحرجت منذ ذلك الوقت ومرت بضرب أكثر للكويتيين الأمر الذي لا يقبله الكويتيين على أنفسهم من أي مخلوق كان والآن ها نحن نشهد تراكم أخطاء السلطة وعدم استيعابها.
لكن أمانة حسب الصورة الكبيرة للشعوب والتاريخ يجب شكر هذه السلطة المستهترة التي دفعت الكويت كدولة بالسنوات الأخيرة لعبر شوط من التطور لم كنا لنحققه لعقود طويلة حسب معاييرنا السابقة. نقاشات الآن عن كفاءة الشيوخ للمناصب العامة لمجرد الصدفة أنهم من أسرة معينة ونقاشات أخرى عن الحاجة الى شعبنة الحكومة وأخرى عن الحدود الدستورية لكل مكونات الساحة السياسية بدون استثناء أحد وفكر جديد للعمل الجماعي الشعبي والمسؤولية العامة وما شابه أكثر. كل هذا لم ولن يحصل لولا استهتار السلطة. النتيجة بما أن فيزيولوجيا ومعنويا الشعوب تبقى والأفراد تموت أن صراع المشيخة والدولة الصريح القائم حاليا يخدم تطور الدولة. والشعب هو الدولة.
السؤال لا يزال قائم..
ما سبب حماية السلطة المستميتة للإيداعات المليونية والرشوى السياسية والتحويلات الخارجية؟
ولماذا الاستعداد لحرق الجسور بينها وبين الشعب وحرق حتى مفهوم الدولة بدلا من اتمام التحقيق بها وكشفها؟
تكتيكيا كشف الأوراق وأقصى القدرة دائما خطأ والسلطة اليوم تكشف ضعفها بمحاولة إستعرتضها للقوة التي أثبتت فشلها ونتائجها العكسية.. لكن ببساطة هذا هو حد السلطة وغباء خصمك هو دائما لصالحك.
حفظ الله الكويت وشعب الكويت