06‏/12‏/2009

ألا نستحق الأفضل؟



من منا يعتبر الكويت اليوم بأفضل حالاتها؟ ليس فقط من خدمات أو حتى من مؤسسات وسياسة عامة بل من استقرار اجتماعي أيضا. الأسطوانة القديمة معروفة وهي كيف بدولة تتمتع بخير المقومات من الله سبحانه أن تصل الى هذا الإنحطاط؟ بالرغم من واقعية هذا التساؤل الا أن الأمر وصل بنا اليوم أن نجد أنفسنا بالمزيد من الإنحطاط والتعمد به أيضا! هنا تكمن الجريمة. سوء الإدارة شيء وتقبل هذا السوء بحجج مختلفة شيء آخر لكن التعمد به لأغراض شخصية شيء لا يغتفر.

سوء الإدارة وصل بنا الى استثناءات وصل كمها الى هدر سلطة القانون وأصبح هو الإستثناء كما أنها عززت تيارات وشخصيات حتى فقد السيطرة عليها وأصبحت هي من يتحكم به الى حد ما. سوء الإدارة واضح من اللحظة التي تخرج بها من بيتك وتشاهد تنسيق وتصميم المرور من عدمة في الكثير من الحالات الى أن تحاول إنجاز المعاملات وأترككم مع تجاربكم بهذا الجانب الى أن تستريح في بيتك أو ديوانك وتمارس التذمر الدائم الذي أصبح صفة كويتية أصيلة. هذا ما "كنا" عليه. وما كنا نريد إصلاحة ولا زلنا لكن اليوم وصل سوء الإدارة الى الكبرياء والتعمد بهذا السوء كوسيلة يعتقد أنها مشروعة للتمسك بالسلطة والوصول الى المزيد منها.

التعمد بسوء الإدارة والإصرار عليه هو التمسك بالمنصب والكرسي وما يتمتع به حتى بعد إثبات الفشل بطرق عديدة. التعمد بالفساد هو أيضا إفساد الذمم من إعلام حتى أصبح الرنج روفر الأبيض شبهة بشارع الصحافة ومن شراء نواب الأمة بطرق مختلفة حتى أصبح مجلس ال"أمة" "بالمخبة" حتى وإذا ظهر هذا الشراء للعلن بالدليل والمنطق. التعمد بسوء الإدارة هو السيطرة على مجموعة متزايدة من الإعلام بهدف تقسيم الشعب والتعمد في زرع الفتنة به بمحاولات مكشوفة من "فرق تسد". لكن بالنهاية سوء الإدارة هو سوء بالإدارة حتى في إدارة نفسه مثل ما هو حاصل من تحويل الأغلبية ضده بعد ما كانت معه. عقلية سوء الإدارة هي التي تحاول كسب الأشخاص بالمال وتعزيز نفسها بالظلام والتستر على فشلها بالتنمية بينما كل ما كانت تحتاجه هو ربع هذا المجهود بتنمية فعلية! حينها لما احتاجت الى كل ما سبق وكانت شعبيتها حقيقية وبقاؤها مرغوب به بدلا من مفروض ومكروه.

تحول رئيس الوزراء الحالي من "مصلح" الى "ذات نفس اصلاحي" الى مشكوك بقدرته الى مشكوك بفساده الى كشف فساد مالي رسميا بتقرير ديوان المحاسبة الى ظهور الأدلة بشراءه للدعم والذمم مرورا بملف التجنيس وغيره الكثير. هناك الكثير من من كانوا يدافعون عنه لما تأملناه اصلاحا وأنا شخصيا منهم لكن مع مرور الزمن ثبت العكس. بعد الفشل في حكومات عديدة والتاريخ هو الشاهد والعجز في التنمية والسعي للتخريب لا الإصلاح والوصول الى محاولات الإرهاب عن طريق القانون والتهديد معا أصبح الشعب يعلن بكل صراحة عن رأية بحركة جماهيرية "إرحل... فالكويت تستحق الأفضل" ولم تأتي هذه المطالبة من فراغ كما أن عدد من يطلبها يتزايد يوم بعد يوم.

يوجد بعض الملاحظات والشكوك حول هذه الحركة من الصادقين في خوفهم على الدولة ويجب الملاحظة بالفارق الكبير بنهم وبين المشككين والمغرضين في دفاعهم عن أشخاص السلطة كانوا على حق أم باطل لا فرق يهم هذه الأصناف. نعلم جدا بوجود هذه الملاحظات والتحفضات وبالأسفل بعض الردود عليها:
  • اهتمام الأخوان المسلمين بهذه الحملة وعرضهم منها
لا نجهل من هم الأخوان المسلمين وموقفهم من الغزو العراقي على الكويت وتغيير المسمى فقط لفرع الكويت وموقفهم من رئيس الحكومة الحالي مؤخرا ولا دبكتهم الأخيرة لكن شاء القدر أن تتصادف الأهداف بالمصلحة العامة ويعيب على الأشخاص الدعوة للتخلي عن الحق بسبب بعض مؤيديه.
  • عدم وجود داخل الأسرة من هو أفضل من ناصر المحمد
ثقتنا بهذه العائلة كما هي بعموم عوائل الكويت الكريمة أكبر من هذا وإن صح هذا الشك فهذه مصيبة أكبر من المشكلة الحالية وليس عذرا لها.
  • صلاحية الإختيار لأمير الدولة فقط
لم يختار غيره أحد والمطالبة هي فقط بـ"الأفضل" وبكون الشعب مصدر السلطات جميعا وأيضا أن الشعوب هي أساس الدول فالرأي الشعبي لا يتعدى على القانون بل القانون ما هو الا تنظيم لرغبات الشعب أساسا.
  • هل ناصر المحمد سبب جميع مشاكل الكويت ورحيله حلا لها؟
طبعا لا لكنه مسؤول عن حل هذه المشاكل وأثبت ليس فقط عجزة عن حلها بل أبضا زيادته لمشاكلها مؤخرا.
  • أحمد الفهد
فال الله ولا فال من قال. نعلم جيدا طبيعة العلاقة بين أحمد فهد الأحمد وبين ناصر المحمد ومدى واسلوب طموحة ...وفساده. المطالبة ليست بتغيير المحمد فحسب بل الى "الأفضل" والأفضل طبعا ليس بأحمد الفهد بل إنه الأسوء بلا شك. لكن هل نقر بالمستوى الحالى من الفشل العام بإدارة الدولة خوفا من الأسوء أم نعمل على تحسين الأوضاع والبلد والإدارة؟

نعم الكويت تستحق الأفضل. منا نحن قبل ناصر المحمد لكن منه أيضا. تستحق أن نتذكر أن حب الوطن ليس فقط بوقت العيد الوطني برفع الأعلام بل بالعمل بقية السنة ومواجهة فسادها بحامية الله سبحانه ولا شيء غير الحق بوجه النفوذ العملاق بالمقابل. على من يرى أن الكويت لا تستحق الأفضل أن يعمل لا شيء. على من يرى أن الكويت في أفضل حالاتها أن يعمل لا شيء أيضا. لكن على من يرى أن الكويت تستحق الأفضل أن يطالب بذلك لا أن يتذمر ولا يحرك ساكن بالمقابل.

اليوم تعيش الكويت حالة من عدم الاستقرار السياسي أكثر من ما هي معتاده عليه فالبعض يفضل هذه الحاله على الدولة من أن يترك البعض منافع كراسي السلطة بل يسكبون الزيت على النار ويهوون هذه النار بهدف إخضاع الدولة الى رغبة الأشخاص. الكويت أكبر منا جميعا كأفراد ولا أعتقد يخالف هذا الكلام أي شخص عاقل محترم.

ألا تستحق الكويت الأفضل؟
أعتقد نعم.

هناك 20 تعليقًا:

عامر يقول...

أنت تقول (أعتقد نعم) و أنا أقول ( أكيد نعم )

الدســتور يقول...

نعم ونص

غير معرف يقول...

شرح وافي و ممتاز .. تسلم أناملك


نعم و نعمين و ثلاثة

enter-q8 يقول...

لا حمدوا ربكم تقدرون تنتقدون رئيس الوزراء و الا اذا بدولة ثانية تلوكم من بيوتكم بالكويت بالعكس
تلاقي العكس اذا انتقدت جيك اسلوب ترهيب و ترغيب
والله يا زين الترغيب
سيارات و فلوس و تذاكر فقط انظر الى نوعية الكتاب و تحولهم
بالحديث معهم او حديثهم معي
قلت لهم
ماهي الانجازات
روح راجع مستوصف و الا مستشفى و بعدين تعال كلمني عن الانجازات و الاصلاح و المدح روح خلص اي معامله في ظل الحكومة الالكترونية
تعال كلمني عن فريق سموه الوزاري و كمية المخالفات و التجاوزات
و يقولون اننا مسيرين باجنده خاصه
يا عمي احنا ناس منتفه على الله و على المعاش يعني من السهل علينا الانضمام الى اي معسكر من المعسكرات التي مع او التي تعمل لضد و لكن لا هذا و لاذاك و هذا اللي قاهرهم يعني الطق من الاثنين

حلم جميل بوطن أفضل يقول...

إنت وينك من زمان

هذا ما كنا نردده لفترة

كيف وصلك الكلام و ليس يصل للباقين ؟

الجواب : ضمير + عقل :)

enter-q8 يقول...

http://i641.photobucket.com/albums/uu138/Enter-Q8/online.jpg

خالف تعرف يقول...

نعم وبشده ولكن
اعيدها
هل هناك افضل

أهل شرق يقول...

نعم نستحق والافضل قادم لامحاله لان الشعب صحى وبدا يحاسب المقصرين والمتجاوزين بكل حزم

فريج سعود يقول...

تستحق وفيها الافضل

الكويت ديرة العز ما تخلى

تسلم اناملك

bo bader يقول...

بكل تأكيد نستحق الأفضل

هذا وقت النهوض من التشرذم القبلي والطائفي السخيف الذي صنعته قوى الفساد وسوقته كماركة مسجلة للكويت والكويتيين مع الأسف ، حتى صرنا مضحكة لجيراننا بسبب قلة عددنا وكثرة تقسيماتنا !

وهم نعيد ونقول ، احنا نمثل الجميع بكل ما تعني الكلمة من معنى

احنا قريبين من جميع التيارات ومنفتحين على جميع الآراء

نراكم جميعا الاثنين في ساحة الإرادة إن شاء الله

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

عامر...

أشكرك

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

أبو الدستور...

وأكثر

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

إنسانة...

الله يسلمك أختي العزيزة

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

يا هلا بوليد...

اسفرت وانورت

وعودة حميدة

بالفعل مشكلتنا أننا ليس مع هذا ولا مع هذاك لكن الله مع الحق ولا نرغب بغير رب العالمين

نحمد الله على الصحة والعافية ومنة العقل لا على فضل للبشر

يسعدني تعليقك بعد الإنقطاع

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

حلم جميل بوطن يحترم نفسه...

هذه هي قناعتي من سنوات طريلة وليس حسب الموقف كما تعلم

وشكرا على الكلمة الطيبة
قيمتها مضاعفة حين تكون من من تحترمهم

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

انتر الشيطان...

عز الله الرسالة ما وصلتك
:)

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

خالف تعرف...

يعتمد إن كان قصدك
داخل الأحمد...أم
داخل المبارك... أم
داخل الصباح... أم
داخل الدولة

والبحث عن بديلا لمن يشتري الولاء بحكم عجزه بالإدارة لا أعتقد أنه صعبا والا هذا يعني أن جميع الأسرة والسياسيين والشعب معهم من أنواع الراشي والمرتشي والعاجز والفاسد... وطبعا هذا ليس صحيح فبالكويت أناس محترمين كثيرين ولو استبعدتهم الحكومة.

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

أهل شرق...

الصحوة المتأخرة والنسبية الا وأنها صحوة مرحبا بها

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

فريج سعود...

بلا شك نستحق أفضل من ما نحن عليه
ولا شك أيضا أن في الكويت من هم بأفضل من الإدارة الحالية

الله يسلمك

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

بو بدر...

ارفع صوتك وسمع الجميع

نراك الليلة ان شاء الله