23‏/12‏/2010

استهتار ورعونة السلطة : أبعاد ضرب الشعب طويلة الأجل


السلطة حاليا مستهترة أكثر من أي وقت مضى وعلى مستويات عدة. في الماضي كانت رعونتها تشمل تزوير إنتخابات ومحاولات اغتيال ومحاولات تنقيح للدستور وغيرها من ما يدل على عدم قناعة هذه السلطة بالمشاركة الشعبية بالحكم أو حتى حقوقها السياسية بالحد الأدنى. على مرور السنين حاولت وتمنت تمرير ما تحاوله اليوم من تعدي على حقوق الشعب. واليوم تجد فرصة يصعب عليها تفويتها وهي قلة وعي شعبي لا سيما بعد اكراه الشعب بالسياسة و ذلك بالتخريب المتعمد وبـبرلمان أغلبيته موالية بعد شيكات وبخور بالملايين ومنح أراض وتوظيف سياسي للأزواج وتصويت لمناصب داخل المجلس وغيره الأكثر بكثير و هذه الأساليب ليست مستحدثة و لكن العامل الجديد في المعادلة هو شعب منقسم بعد سنوات من اعتماد سياسة فرق تسد والتعمد في شق الشعب الواحد الى أجزاء سهلة التناول. اليوم السلطة تكشف عن أنيابها وتبين حقيقتها.

أعداد لم تتوقعها السلطة
السلطة باستهتارها ورعونتها أخطأت خطأ كبيرا في الاستماع لنصائح الفساد التي أوهمتها أن في ضرب الشعب والنواب استعراض للقوة و أن بهذا الأسلوب ستتراجع المجاميع المعارضة لها. حقيقة ما حصل هو أن أعداد المعارضة تزايدت! من كان بالأمس معارض لنهج السلطة و أصبح اليوم من أتباعها أعدادهم قليلة مقارنةً بمن كانوا بالأمس محايدين و أصبحوا اليوم معارضين و بشدة . في الأمر الواقع أن بضربها الشعب ونوابه وحدت السلطة مجاميع متفرقة سابقا وزادت إصرارهم جميعا. الأكثر من هذا و ليتها تعي أنها أخرجت جيلا كاملا "يكرهها" وليس فقط يعارض سياساتها والفرق كبيرا جدا. أعراض شعبيتها المتناقصة  بدأت تتجلى اليوم و تتضح بسبب نهجها القمعي الذي يعد سابقة في تاريخ هذا البلد بعد الدستور.

صناديق الوطن في القمامة
السلطة اليوم في مأزق. إنها تظهر القوة والحزم وعدم التراجع لكنها فعلا في حيرة من أمرها فهي بقصر نظرها لم تخطط لما هو بعد الضرب وفي حال تظافر جزءا كبيرا من الشعب كما هو حاصل الآن. في الأمس الأول احتشدت الجماهير بنحو 2000 شخص حسب التقارير الرسمية و5000 شخص حسب المنظمين للندوة. بأي من الحالات فإن الرقمين لم تشهدهما الكويت بيوم من الأيام لندوة سياسية حتى في دواوين الأثنين. ثم بعدها بيوم واحد ندوة أخرى وبعدها ندوة وثم ندوة وجميعهم بآلاف الحاضرين. وأعداد غفيرة أخرى وتعبير شعبي عن الإستياء من أحد أكبر مؤسسات الإعلام الموجه والمفسد برمي صناديق جريدة الوطن في حاويات القمامة أعزكم الله جميعا. كما ذهبت مئات من المواطنين للمساهمة بالضغط الشعبي المباشر على نوابهم السياسيين في مناطق متفرقة. السلطة في مأزق لا تعلم كيف تخرج منه ورهانها الوحيد هو أن الشعب اعتاد على الأوضاع الموترة  و سوف ينشغل بها قليلاً ثم ينسى أو تخلق له السلطة توترات جديدة لتنسيه هذه. السلطة تراهن على ذاكرة الشعب الضعيفة وتركيزه المنعدم. لكن السلطة كما اساءت تقدير الموقف في سحل وضرب وإهانة الكويتيين تسيء تقدير الغضب الشعبي الناتج عن سياستها.

الحكومة اليوم بقصر نظرها المعتاد تنظر الى اجتياز الإستجواب. فقط لا غير. بدون النظر الى ما بعده. بدون النظر الى الأرقام التي لا تثق بها لا من داخل المجلس ولا من خارجه حتى لو اجتازت الإستجواب. إنها لا تعي أنها أوجدت جيلا كاملا يكرهها كرها صريحا. السلطة بمحاولاتها لكتم أنفاس معارضيها بالسجن أو غيره لا تعي أنها تستبدل معارضة سلمية داخلية بمعارضة تخريبية خارجية لا قدر الله.

على السلطة إعادة النظر في نهجها و قراءة الأوضاع جيدا وتقدير الغضب الشعبي الغير مسبوق ليس لأجلها هي فقط بل لأجلنا جميعا. إن كان على الطرف الثاني التهدئة فعليها هي إزالة مسببات التوتر. إن كانت ترمي لوم الإضطرابات السياسية و الإجتماعية على النواب فهي المسؤول الأول والأخير عن الإدارة التنفيذية للبلد.

أبعاد ضربك لنا لن تنتهي مع الإستجواب... ليتك تفهمين

العنف لا يولد إلا العنف

ومن زرع حصد... حتى ولو كان كرها

الحرية للدكتور عبيد الوسمي
و الكرامة للشعب قبلها

هناك 5 تعليقات:

bo bader يقول...

" ليتها تعي أنها أخرجت جيلا كاملا "يكرهها" وليس فقط يعارض سياساتها والفرق كبيرا جدا "

هذا مكمن الخطورة فعلاً !

يجب إعادة الثقة لهذا الجيل بوطنه ونظام حكمه بأسرع ما يكون .

وهذا يكون بتطبيق دولة الدستور والقانون على الجميع ، عندها الكل سيعيش بطمأنينة .

تحياتي

Anonymous Farmer يقول...

المقال مكتوب بشكل جيد ، يذكر الواقع و لا اختلاف معه .

إلا فيما يخص النقطة الأخيرة المتعلقة بالأفعال وردود أفعالها .

In which it's important to mention that,

"The Master's Tools Will Never Dismantle the Master's House".

The public's approach to the current situation should not conform to the same approach that the government is taking. Never and in no circumstance should that happen.

Every hate-generating governmental move should be faced by an opposite move from the public; one that is law-abiding first and foremost.

Otherwise, if force was met with force then this would only allow the government to rebuild and refuel their powers, and justify further repression against an unarmed public.

Farmer

الراية يقول...

قواك الله ياخوي وفعلات كلامك عين الصواب والايام اليايه بتكون صعبه عليها وكلفتها زايده

Binamo يقول...

as always....the sound of justice.

le Koweit يقول...

لا فض فوك