شكــرا بــدون مجــاملــة

ان اردت الأذى لعدوك ما عليك الا الدعوى عليه بانجاز أي معاملة في الكويت. هذه هي الحالة العامة وحال الواقع لكافة اجراءات الدولة الروتينية القاتلة للطموح والداعية للتلاعب الا ما رحمنا منها ربي. وزارات الدولة بسود بها نوع من الا مبالاة وقتل الروح الشابة في فترة وجيزة بشكل منظم وتوسع هذا النظام من أروقة الحكومة من جمارك وبلدية ومرور وصحة وتجارة وغيرها الى ما وصل الى القطاع الخاص أيضا بسبب تكرس العقلية بأن هذا هو الوضع الطبيعي ومن يطلب أكثر أو أفضل فهو الخارج عن النظام وما عليك الا النظر الى البنوك لمعرفة الانتقائية بتطبيق القانون على أصولها. هذا وبنفس الوقت يرددون كذبة المركز المالي الكويتي وهم من صنع دولة طاردة للاستثمار الداخلي حتى قبل الخارجي.

لكن يسرني كل السرور أن أجد ما يخالف هذه القاعدة المزرية. في الأمس رأينا الهيئة العامة للمعلومات المدنية وكيف تمكنت أن تكون قطرة أمل في بحر الروتين الغبي باستخدام التكنولوجيا لانجاز المعاملات بأسرع وقت بل كانت ولا زالت تسير عكس السير باهتمامها في انجاز اعمالها بوقت معقول أساسا. تساءلت عن الشخص المسؤول وكيف تمكن من هذا وكم أحسست بالرغبة لتوليه مناصب أعلى "بكثير" كي ينهض بالبلد كما فعل في الهيئة المذكورة الا أنني علمت باستفادة القطاع الخاص من خبراته وتعيينه رئيس مجلس إدارة أحد الشركات الكبرى لكن حتى قبل ذلك فإنه قد رفض أكثر من مرة مناصب تأتي له بعوار الرأس دون فائدة كما هي الثقة المستحقة من قبل حكومتنا التائهة. نحن الخاسرين في التفريط بهذه العقلية المستنيرة الى القطاع الخاص لكن لا لوم عليه بل كل الشكر والامتنان. نتمنى مثلك الكثير.

وهنا وجدت مثالا يبدوا أقرب للخيال من الواقع. من يصدق أن يقدر شخص -أو مجموعة لا أعلم- أن يغير عقلية "مرنا السبت" التي تغيرت مع مرور الوقت الى "مرنا الأحد" فقط والتصريف (بالكويتي: "التهييت") الوزاري المتعمد ورداء مستوى الخدمة في المعاملات الحكومية وتحديدا في مراكز خدمة المواطن في المناطق السكنية -وهي فكرة ممتازة لكسر المركزية تشكر عليها وزارة الداخلية- الى أن تصبح سريعة وخفيفة على المراجع وموجودين الموظفين على مراكز أعمالهم (بحد ذاتها انجاز!) ولغي الحاجة الى تعبئة الطلبات عند الطباعين والوقت الضائع بسببها واختصار الخطوات اللا منطقية مما ساهم في السرعة في انجاز المعاملات وبابتسامة من الأخت أو الأخ الموظف وهو ينجز المعاملة بشكل سريع وسلس!؟ أخص بالذكر مركز خدمة المواطن في منطقة حولي (صبح وعصر) والنقلة النوعية في تنظيمة مستوى خدماته.

"يا من سهلت على الناس عسى ربي يسهل عليك الدنيا والآخرة"

الخدمة السريعة والدقيقة نسيناها بالكويت وتصدمنا ان وجدناها. كيف فعلت هذا يا رجل؟ ولماذا لا تمسك الوزارة بأكملها أو غيرها أو أكثر منها كي نستفيد جميعا؟ أتمنى لك التوفيق وخير الجزاء. هكذا تنهض الدول بالعمل والانجاز. أنا فخور بك حتى وانا لا أعرف من أنت. يكفيني معرفة منفعتك العامة. شكرا يا سيدي. شكرا يا سيدي. أكثر الله من أمثالك.